أهلًا بكم في العاصمة… سواء كنت مهاجر أو عربي وافد للدراسة أو العمل أهلًا بك على أي حال هنا لندن مدينة الضباب، المدينة الرائعة التي تحتضن الجمال والمدنية، ويقف المركز الإسلامي فى لندن شامخًا بهذا القدر دليل على انتشار الإسلام وتوسعه في بريطانيا، جولة موسعة على عمل المركز وتاريخه هو فحوى هذا المقال.
أين يقع المركز الإسلامي في لندن؟
يطلق على المركز الإسلامي في لندن مسجد ريجنت بارك؛ نسبة للحديقة الكبيرة التي يقع بالقرب منها، ويسمى أيضًا مسجد لندن المركزي، والمركز الإسلامي الثقافي في لندن، يتكون المركز من عدة قاعات ووحدات بنائية مترابطة معًا، له مئذنة واحدة وقبة واحدة ويتسع المسجد فيه لما يقرب من 5000 مصلي، وقام السير فريدريك جيبرد بتصميم هذا المبنى، ويقع المركز في قلب العاصمة لندن، وفي 16 نوفمبر من كل عام يقوم المركز بمؤتمر تعريفي عن الإسلام للمسلمين وغير المسلمين.
نبذة تاريخيه عن تأسيس المركز الإسلامي في بريطانيا
اقترح سلطان حيدر أباد (هذا منصب لدولة حيدر أباد) آنذاك مبلغ لبناء مركز إسلامي في لندن، وبالرغم من زيادة أعداد المسلمين في بريطانيا إلا أن الأمر لم يكن يعنيها بالدرجة الأولى، ومن قبل كانت هناك محاولات حثيثة لبناء مركز للمسلمين في لندن حيث قام اللورد هيدلي الذي تحول للإسلام وبمساعدة حاكم حيدر أباد استطاع شراء الأرض الموقوفة للمركز وتم وضع حجر الأساس للبناء في يونيو 1937 ولكن للحظ العاثر لم يتم البناء.
محاولات اللورد لويد
في محاولات مستميتة لبناء المركز حاول اللورد لويد أولبريت وزير شئون المستعمرات في بريطانيا إتمام البناء حيث أرسل تقرير لرئيس الوزراء البريطاني عام 1940م بضرورة الإسراع في بناء مركز للمسلمين في إنجلترا لإقامة الشعائر الدينية؛ نتيجة تزايد أعداد المسلمين في لندن بنسب أكبر من أعداد المسلمين في أي دولة أوروبية أخرى.
دعم اللورد لوين رأيه بضرورة بناء مركز للعبادة خاص بالمسلمين بالاستناد لقيام الحكومة المصرية ببناء كنيسة للجالية البريطانية في مصر، وبالمثل يتوجب على الحكومة البريطانية فعل ذلك، وبالفعل في عام 1944م افتتح الملك جورج السادس المركز الإسلامي في لندن بعد تبرعات من الخزانة البريطانية لتأسيس المسجد.
عراقيل بناء المركز
بعد هذا التاريخ مرت أعمال البناء بعراقيل وبيروقراطية تتسم بالمماطلة فيما يتعلق بإتمام البناء، واجتمع سفراء لعدة دول إسلامية لاختيار التصاميم الهندسية للبناء وتم الاتفاق على اختيار تصميم مصري للمركز، ولكن تم رفض التصميم من قبل السلطات في لندن بحجة عدم توازن التصميم مع المباني المجاورة في ريجنت بارك، ومرت أعمال البناء بمراحل عديدة ما بين توقف واستكمال البناء على مر السنوات التالية.
في عام 1977 استكمل البناء أخيرًا وتم بناء المسجد بتكلفة إجمالية فاقت الست مليون جنيه استرليني وساهمت حكومة المملكة العربية السعودية بمليونين جنيه استرليني كذلك قدمت حكومة دول الكويت والإمارات العربية المتحدة دعم مادي لبناء المسجد، كما شاركت عدة دول عربية وإسلامية في الدعم.
الإدعاءات التاريخية حول المركز
تحدثت عدة مصادر أن تخصيص الحكومة البريطانية للمركز الإسلامي إنما هو مقابل دور المسلمين الهنود في معاناة بريطانيا وصد الأعداء، والحماس الكبير الذي سجل في الحرب العالمية الثانية والوقوف لصالح بريطانيا، وتعهد رئيس الحكومة البريطانية آنذاك تشرشل برد الجميل، وأمر الجهات المعنية بتخصيص مبلغ قدره مئة ألف بوند لشراء أرض ليقام عليها المركز.
الهيكل الإداري للمركز الإسلامي في بريطانيا
يترأس المركز الإسلامي في بريطانيا الدكتور محمد الدبيان وهو منتدب من السعودية لإدارة المركز، وتحت مسمى مجلس الأمناء يتألف من 19 عضو هم بالأصل سفراء للدول الإسلامية، ويلعب الدعم المادي من دول الخليج وخاصة السعودية الدور الأكبر لاستمرارية المركز بدوره الدعوى والخدمي للمسلمين في لندن، كما تقدم عدد من الدول الدعم الشامل للمركز باعتباره الراعي للمسلمين هناك من كل دول العالم الإسلامي مثل باكستان ومصر وغيرها ، ويعج المركز بالعديد من المديرين والعاملين بدأب في نشر الإسلام وخدمة المسلمين.
رؤية المركز وأهدافه
- نشر الإسلام وتعريف غير المسلمين بمبادئ الدين الحنيف.
- تقديم الدعم للمسلمين في بريطانيا، وتوفير أجواء من الإيمان والإلتفاف وروح البر والإخاء بين المسلمين وبعضهم في ظل المجتمع البريطاني.
- نشر المحبة والتعاون والمودة في المجتمع البريطاني.
- يعمل المركز كحلقة وصل وتقريب وجهات النظر بين المجتمع البريطاني والمسلمين هناك.
- نشر اللغة العربية والعلوم الإسلامية في المجتمع البريطاني.
- مشعل نور ومكان موثوق للتعرف على الإسلام.
- يتعاون مع المراكز المختلفة في تنفيذ بعض من الأفكار البحثية والأطروحات.
- الحفاظ على الهوية الإسلامية بين الشباب المسلم العامل في بريطانيا.
- ربط الشباب والأسرة المسلمة بالمجتمع البريطاني فيما لا يخل بالحفاظ على الدين، حيث ذوبان المسلم في المجتمع الغربي لا يتم بمعزل عن تعاليم الدين.
- تدعيم المهاجرين والبريطانين المسلمين بمزيد من التكيف مع المجتمع الغربي وتوطيد الثقة في الذات والإباء في ظل تنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا.
- الحفاظ على المسلم من دوامات التطرف واجتذاب المتاجرين بالدين على حساب الشباب البريء.
وصف المركز الإسلامي في لندن
يتكون المركز الإسلامي في لندن من مبنى كبير من ثلاث طوابق تحمل عبق الوطن ونسمات الإسلام يتكون الطابق الأول من قاعة كبيرة يتم عقد الندوات والمؤتمرات أما الطابق الأرضي فهو مسجد حيث أنه من المنطقي أن يتم إنشاء مسجد تابع للمركز الإسلامي يتم فيه إقامة الشعائر الدينية، وفي وصف المسجد نجد أنه تم تأسيسه على الطراز الإسلامي، ويتسع المسجد لخمسة آلاف مصلي وقلب نابض ومحب للإسلام.
له قبة معدنية ذهبية نحاسية محمية من عوامل الطقس وصد الرياح ومئذنة عالية بارتفاع 50 متر تنتهي بهلال، وبداخل المئذنة سلم ومصعد ليؤدي بالصاعد لشرفة مخصصة لصدوح الآذان، وبجانب المسجد حجرات الإداريين السكنية والمكاتب، والطابق الثالث يحتوي على مكتبة كبيرة تتسع لمئة ألف كتاب، وبها ملحق به قاعة للمطالعة، يتخلل المركز مساحات خضراء واسعة بها أماكن لركن السيارات.
وصف المسجد من الداخل
المسجد من الداخل كبير له صحن واسع مصنع من الرخام، وإيوانات الجامع التي تفصل الصحن عن قاعة الصلاة المصممة على الطراز القديم، أما عن القبة الداخلية المطعمة بالفسيفساء التركي وأعمال الزينة على الجدران والأعمدة والثريات المضاءة في جنبات المسجد، وعن جمال النوافذ المصنعة من تصاميم خشبية إسلامية، كما يمكن استخدام الطابق العلوي من المسجد كقاعات مكملة في أوقات الصلاة في المناسبات لتتسع لعدد أكبر من المصلين، ولكن في الأساس تستخدم القاعات العلوية للمحاضرات والدروس في مدارس نهاية الأسبوع، بالإضافة لملحق آخر مخصص لتغسيل الموتى على الشريعة الإسلامية.
خدمات المركز الإسلامي في لندن
كقبلة للمسلمين وواحة للباحثين عن الإسلام والطامحين بالتزود من عبقه، يقدم المركز عدة خدمات تمكنه من التواصل مع المسلمين وغير المسلمين في بريطانيا واستكمال لدوره الرعوي والتوعوي بالإسلام:
الشعائر الدينية
يقدم المركز أفضل القراء والأئمة للصلاة من جنسيات مختلفة والدور الأكبر للسعودية في توفير الأئمة والقراء، كما لا ينسى بعثات مؤسسة الحسن المغربية من القراء لتدعيم المركز بالأصوات العذبة التي تصدح بالقرآن في الصلوات الخمس والجماعة والفعاليات الأخرى.
إقامة الشعائر الدينية من أهم ما يقدمه المركز حيث يفتقد المسلم على أرض المهجر لعبق المساجد وصلاة الجماعة، وربما يقطن في مدينة تنعدم بها المساجد لذا فهو يقطع مسافات كبيرة لاستعادة روحانيات الصلاة في المساجد في توقيتاتها وخاصة صلاة الجمعة، والمسجد يبدأ عمله مع بزوغ الفجر حتى بعد صلاة العشاء فهو يحدد توقيتات الصلاة للمسلمين هناك ويكتظ المسجد بوفود المصلين أيام الجمع وخاصة في فصل الصيف.
صلوات الجنازة
يفتقر المسلم للأجواء الإيمانية وروح المواساة عند الشدائد والمصائب لذا فكثير ما تلجأ الأسر المسلمة عند مصيبة الموت بإقامة صلاة الجنازة والصلاة على المتوفي وأخذ العزاء والمواساة من الأخوة في الدين في المركز الإسلامي في لندن مع تعليم الأسرة كيفية الصلاة على المتوفي والدعاء له وتذكيرهم بالصبر عند الشدائد والمصائب والرضا بقضاء الله وتذكير الآخرين بالموت والعمل لهذا اليوم الآتي لا محالة، كما يقيم الإجراءات الخاصة بتجهيز المتوفى على الطريقة الإسلامية.
مراسم الزواج
يحتاج المسلمين لمشاركة أفراحهم مع إخوانهم لذا لا يفوت المركز هذه اللحظات المميزة في عقد القران والزواج، ولأن أحد أهم أركان الزواج الشرعي هو الإشهار؛ لا يجد المسلم غضاضة في إقامة مراسم وعقد لزواجه الشرعي في المركز وتوثيق عقود القران وسط أجواء فرحة وطاقة كبيرة من الحب والود والتآلف، ربما لا يجد بالأساس معارف شخصين في محيطه ولكن داخل المركز يشعر وكأنه بين أهله وفي وطنه الأم.
الأعياد الدينية
في رمضان حيث صلاة التراويح وموائد الإفطار وصلوات التهجد لا تحلو تلك الروحانيات إلا بالصحبة المسلمة، لذا يوفر المركز الإسلامي في لندن فعاليات رمضان من أمسيات أو صلوات التراويح اليومية بأصوات تصدح بالإيمان والخشوع مع دعاء واسع وابتهالات لله أن يرزقنا الجنة، وعن الاحتفالات بعيدي الفطر والأضحى التي تحلو مع الأحباب والتجمعات؛ حيث تنظم فعاليات الاحتفال بالعيد مع صلاة العيد في ساحة المركز لربط الأطفال والشباب المسلم بالإسلام وتعريفهم بهويتهم وحفرها في الأذهان، ويصل عدد المصلين في العيدين إلى خمسة عشر ألف مسلم، حيث تزال الحواجز المتحركة من حجرات الطابق أعلى المسجد ليتم فيه الصلاة، كذلك صحن المسجد.
الرد على التساؤلات الدينية
يقدم المركز الإسلامي في لندن نخبة من الشيوخ الدارسين للسنة النبوية والعلوم الشرعية؛ حيث يختص بالرد على تساؤلات المسلمين فيما يخص الأمور الشرعية أو التفاسير أو الأحكام الشرعية المختلفة والواسعة، وأهم ما يقدمه المركز الإسلامي في إنجلترا بخصوص هذا الشأن لجنة الفتوى والتي يباشر عملها الدكتور أنس أبو شادي نائب الدكتور محمد الدبيان.
تم تدعيم الأمر بإجراء آخر حيث أطلق المركز ركن الفتوى على الإنترنت حيث يخلو المجتمع البريطاني من مراكز الفتوى الشرعية، حيث تزخر الشريعة الإسلامية بالعديد من الحلول والتفاصيل التي يريد المسلم معرفتها وتعلمها، ولن يجد رب الأسرة أفضل من حكماء المركز الإسلامي في لندن لحل نزاعات الأسرة والشقاق بين الزوجين.
الإرشاد
يوجه المركز الإسلامي الأسر المسلمة لما يحتاجونه في لندن وبخاصة أماكن الذبح الحلال التي يتعين على المسلم معرفة عنوانها لتزويد احتياجاتهم من الطعام، كذلك المحال التجارية والمطاعم التي تقدم أكلات حلال، كما يقدم المشورة والإرشاد فيما يتعلق بالمراكز الإسلامية الأخرى الموجودة في مدن بريطانيا أو دول أوروبية أخرى، كذلك عناوين المساجد الواقعة في الأطراف المختلفة.
خدمات اجتماعية
يشرف المركز الإسلامي في لندن على برنامج الأسرة المسلمة أئمة من مصر لحل مشاكل الأسرة التي تنشب بين الزوجين بسبب اختلاف الطباع والخلفيات الاجتماعية والثقافية كذلك عامل اللغة، حيث كثيرًا ما يتم الزواج بين رجل وامرأة من جنسيات مختلفة أو من نفس الجنسية، ولكن من الممكن أن تكون الزوجة أو الزوج حديث عهد بالهجرة إلى بريطانيا، فتزداد الفجوة وعدم القدرة على التواصل، ويترأس هذا البرنامج الشيخ محمد عويس ويعمل معه باحثة في الشئون الأسرية والاجتماعية لتقديم حلول فيما يتعلق بحل النزاع والشقاق بين الزوجين.
خدمات صحفية وإعلامية
يهتم المركز بتدعيم عملية الترابط عبر كل الوسائل فيستخدم وسائل الاتصال الإعلامية للتواصل مع المسلمين في أطراف بريطانيا واتخذ عدة وسائل لتدعيم هذا المعنى:
المجلة العلمية
يصدر عن المركز الإسلامي في لندن مجلة علمية يقوم عليها نخبة من أبرز العلماء والباحثين والمحاضرين الجامعيين من دول عدة فيما يتعلق بالعلوم الإسلامية وتفرعاتها وتشابكها في كل نواحي الحياة المجتمعية والثقافية والاجتماعية كما تطرح رؤي ونظريات كل الكتاب مع تبادل العلوم والآراء لإثراء الحياة الدينية، وحتى الآن صدر خمسين مجلد موضوع في المكتبة التابعة للمركز.
المجلات الأخرى
وهناك مجلة ربع سنوية صادرة عن المركز الإسلامي باللغة الإنجليزية، وتهتم إدارة المركز بإصدار صحيفة دورية تهتم بنقل أخبار المركز وأخبار المسلمين ونشر الفتاوى الشائعة التي تهم المسلم في بريطانيا وكل ما يهمه ويسترعي انتباهه كما أطلقت موقع إلكتروني لسهولة التواصل وكذلك انتشار حسابات المركز على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
خدمات تعليمية
لا إفراط ولا تفريط هو شعار يرفعه المركز الإسلامي في لندن، فهو من جهة يحفظ على المسلمين في بريطانيا دينهم والتمسك بالشريعة والأحكام الشرعية والبعد عن المحرمات وعدم الانجراف نحو تفكك المجتمع الغربي فيما يخص العلمانية والانفلات الأخلاقي، وعلى الناحية الأخرى يحاول تقديم الإسلام الوسطي المعتدل لحماية الشباب من الانزلاق نحو هاوية التطرف والمغالاة في الدين، ومن هذا المنطلق يقدم خدمات تعليمية تستهدف بالأخص الشباب والأطفال لتعليمهم أصول دينهم عن طريق عدة إجراءات:
خدمات week end school
هنا مدارس الإجازة الأسبوعية حيث يتم توافد الطلاب المسلمين في نهاية الأسبوع لبدء برنامج دراسي لتعليمهم وفق نظام تكميلي إسلامي وتنقسم الدراسة بها لنوعين الأول يتم فيه دراسة العلوم الإسلامية بالإنجليزية والآخر باللغة العربية، ويتكون هيكل المدرسة الإداري من أربع إداريين و 16 معلم.
أما عن الطلاب فيصل عددهم إلى 480 طالب وتم تأسيس المدرسة في المركز الإسلامي في لندن عام 1980 ويبلغ عدد خريجي المدرسة منذ فتحها وحتى الآن 20 ألف طالب، وشهادات المدرسة معتمدة ومعترف بها من قبل الجهات المعنية في نظام التعليم البريطاني حيث استطاعت المدرسة تأهيل الطلاب المتخرجين منها للحصول على شهادات GCSE.
دورات تدريبية
ينظم المركز الإسلامي في بريطانيا العديد من الدورات التي تعزز من قيمة الإسلام في نفوس الأطفال والشباب وتعليمهم أصول دينهم:
- الدورات التدريبية الإسلامية والتربوية للطلاب في المدارس الابتدائية.
- حلقات تحفيظ القرآن الكريم والتجويد.
- دورات تعليمية للتعريف بأخلاق وسلوكيات المسلم القويم الذي يجب الاقتداء بها.
- دورات لتعليم الأطفال كيفية الوضوء وسننه وأركانه، كذلك تعليم الصلاة وكل ما يتعلق بها وأدائها على نحو سليم.
- تقديم دورات للمسلمين الجدد باختلاف أعمارهم والتعريف بالإسلام واستقبال التساؤلات وتعليمهم الصلوات وأركان الإسلام وكل صغيرة وكبيرة في الدين الحنيف.
روضة الأطفال
اهتم المركز الإسلامي في لندن بالنبتة الأولى للمسلم الصغير فأخذ على عاتقه تعليم الأطفال لما قبل المدرسة ووفر لهم حضانة أو روضة للأطفال المسلمين؛ تضم الروضة أربع مربيات وتقدم خدماتها لما يزيد عن أربعين طفل وتخضع الروضة لإشراف الجهات الرسمية المعنية في بريطانيا وهي معتمدة من قبل السلطات هناك.
خدمة المركز البريطاني في لندن لنشر الإسلام
- توزيع النسخ القرآنية المترجمة لعرض الدين الإسلامي على نحو صحيح بعيد عن المغالطات والمغالاة، ويستمد الدعم بخصوص نسخ المصحف من مركز الفهد لطباعة المصاحف في السعودية.
- إقامة دورات تعليمية وتعريفية بالدين الإسلامي، مع تقديم صنوف واسعة من علوم القرآن وعلوم الدين الإسلامي ككل.
- الإجابة عن تساؤلات غير المسلمين على أيد شيوخ معتبرين عن كل شيء يخص الإسلام.
- استقبال غير المسلمين سواء إن كانت رحلات طلابية أو وفود كنسية أو أفراد عاديين وتقديم المساعدات والاستفسارات.
- توزيع كتيبات التعريف بالإسلام وتفسير القرآن.
استقبال الوفود
يستقبل المركز الإسلامي في إنجلترا عدة وفود للسفراء وممثلي الدول الإسلامية والأوروبية كما يستقبل عدد من ممثلي وزارات الحكومة البريطانية والمجالس المحلية للمدن والشخصيات الإسلامية البارزة للتعرف على جنبات المركز وأهم إنجازاته، كما يربط المركز عدة صلات بالمؤسسات المجتمعية غير المسلمة في لندن لبحث الأمور الحياتية التي تربط المسلم بالمجتمع البريطاني، كذلك المؤسسات الصحية والثقافية.
خدمات ثقافية يقدمها المركز الإسلامي في لندن
لأن الإسلام ديانة تعتمد على التفكر والتدبر والدعوة لإعمال العقل وتنشيط الذهن والبحث والتعرف على عادات وثقافات الشعوب؛ تتم إدارة فعاليات داخل وخارج المركز الإسلامي في لندن مفادها تبادل العلم والمعرفة وتبادل الثقافات والمناقشات المستمرة في مجالات وعلوم عديدة، لإثراء الحياة الثقافية ونشر العلم والثقافة بين المسلمين وربطهم بالمجتمع البريطاني ومن أهم إجراءات المركز في هذا الجانب:
- تنظيم ندوات ومحاضرات داخل قاعات المركز في شتى علوم القرآن والعلوم الإسلامية ونقاشات ثقافية مجتمعية ويومية.
- قبول دعوات الكنائس والمدارس من أجل تبادل العلوم الإسلامية والذهاب لهم والمحاضرة في مراكزهم المختلفة.
- هناك ممثلين للمركز الإسلامي في لندن لحضور فعاليات ومؤتمرات إسلامية في مراكز دينية أخرى داخل بريطانيا أو خارجها.
- إرسال معلمين متخصصين وفائقين لتعليم أبناء الجاليات المسلمة في جميع مدن بريطانيا مع تدعيم المحتوى التعليمي بالأفلام التسجيلية وأدوات تفاعلية.
- زيارات منظمة للطلاب والمعلمين داخل المركز مع استخدام وسائل أكثر تفاعلية للتعريف بالإسلام وجذب الطلاب.
كما يصدر عن المركز الإسلامي في لندن عدة كتب تهتم بمناقشة أمور عدة وتتناول قضايا في النواحي المختلفة مثل:
- الحديث عن الصلاة وأمورها وأحكام الزكاة وأركان الحج.
- حقوق الإنسان وقوانينه الحاكمة في كل من الدول الإسلامية والغربية.
- القضية الفلسطينية.
- كل ما يشغل الأسرة وقوانينها في بريطانيا وتوافقها مع الشريعة الإسلامية.
لجنة رؤية الهلال
نظرًا لعدم وجود هيئة رسمية حكومية في بريطانيا تهتم بالأمور الفلكية فيما يخص المسلمين وتثبيت رؤية هلال رمضان وأهلة الشهور الأخرى مثل ذي الحجة وغيرها، كذلك ضبط التقويم الهجري ومواقيت الصلاة في الفصول المختلفة، شكل المركز لجنة رؤية الهلال وهي لجنة متخصصة في تلك الأمور وتجتمع بشكل دوري في المركز لمناقشة تلك الأمور وإعلان التوقيتات السليمة التي يعتمد عليها المسلم في بريطانيا.
دور المركز الإسلامي في إنجلترا للتواصل بين المسلمين
أخذ المركز الإسلامي في لندن على عاتقه توطيد أواصر الصلة بين المسلمين بعدة أطراف:
- ربط المسلمين بعضهم ببعض وإزالة التوترات بين المسلمين العرب والمسلمين البريطانيين وتوطيد علاقاتهم الاجتماعية.
- ربط المسلم بوطنه الأم عن طريق التواصل الدائم بين السفراء والوفود لبعض الدول الإسلامية القادمين إلى بريطانيا.
- توطيد الصلة بين المسلمين والسلطات والحكومة البريطانية ذاتها لمصلحة الطرفين ودمج المسلمين في المجتمع البريطاني.
- حلقة وصل بين 2.5 مليون مسلم مع المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتعليمية وتبادل الخبرات مع المؤسسات في بريطانيا.
من أهم إجراءات المركز لتحقيق الربط بين المسلم والمجتمع البريطاني:
- برامج التوعية المجتمعية والصحية فيما يتعلق بالإدمان والتدخين والحفاظ على صحة الإنسان واتخاذ التدابير الوقائية من الأمراض المختلفة.
- التوعية بأهمية الصيام على جسد الإنسان والتخلص من الأمراض.
- الاهتمام بأصحاب القدرات الخاصة مثل مؤتمرات الصم والبكم.
- صندوق الإغاثة لتقديم الدعم للمناطق المنكوبة حول العالم.
- التعريف بحياة الرسول ودوره كقائد مجتمعي ومصلح.
دور لجنة الزكاة في المركز ودعم المحتاجين
من أهم صور الدعم المادي للمسلمين لجنة الزكاة التابعة للمركز الإسلامي في لندن حيث يعنى القائمين على جمع الزكاة والإشراف عليها على توزيع الأنصبة للفقراء والأيتام والأسر المنكوبة والمرضى من الجاليات المسلمة هناك، كما تختص اللجنة بجمع الصدقات وكذلك زكاة عيد الفطر والصدقات التي تزداد في شهر رمضان وتوزعها في مساراتها الشرعية وللمسلمين الأكثر حاجة، إليكم كل ما يقدمه المركز من خدمات تخص الدعم المادي للمستحقين:
- تقديم دعم مادي للأيتام في الجاليات الإسلامية في بريطانيا.
- مساعدة الطلاب المسلمين.
- زيارة المرضى المسلمين وشراء المستلزمات الطبية للاستشفاء من المرض.
- تجميع التبرعات المادية للأسر المحتاجة والأسر المتضررة بشكل عام من أبناء الجالية الإسلامية.
- تقديم الدعم للوافدين المسلمين إلى بريطانيا بهدف العلاج في مستشفياتها.
- تقديم الدعم المختلف للمعتقلين المسلمين، كما تقدم خدمات دعوية ومصاحف المساجين ووجبات غذائية، وتنظم زيارات دورية وتوفر لهم الكتب الدينية، وسجادات للصلاة، والتواصل معهم بشكل دوري وتقديم الدعم النفسي.
الخاتمة
المركز الإسلامي في لندن مثال حي وواقعي على تضافر جهود المسلمين في العالم كله، ليتجسد في مبنى يهتم بالمسلمين وينشر الإسلام في بريطانيا ويرعى شئون المسلمين ويهتم بأحوالهم، ويلقى الدعم من كل ممثلي الدول الإسلامية ليقف شامخ مباشر لدوره الأصيل تجاه الإسلام والمسلمين، ويحظى المركز بالاستحسان والثقة والصداقة بينه وبين السلطات البريطانية ويربط قلوب المسلمين بعضهم ببعض، هو الملاذ والملجأ للمسلم المشتاق لعبق الألفة والإخاء في الدين.
المصادر: